تمر اتجاهات الأسواق العقارية بفترة من التغييرات السريعة، وقد شهد العام الماضي تحولاً ملفتا في تفضيلات المستهلك نتيجة ظروف جائحة كوفيد- 19. فلم يعد البحث عن منزل يعني ببساطة البحث عن عقار يلبي حاجات العائلة، بل تعدى ذلك للبحث عن عقارات مميزة تضيف لمسات استثنائية للحياة كتلك المجهزة بمرافق وفق أحدث ما توصل له العصر من تقنيات، والتسهيلات والمزايا المتخصصة التي من شأنها توفير ودعم كافة جوانب أسلوب المعيشة.
فالمستأجر لا يبحث عن وحدة سكنية فحسب، وإنما يبحث عن بيت له ولعائلته، أي أنه يبحث عن كافة المرافق والتسهيلات التي تعزز العيش الكريم الرغيد. كما أن المستهلك أصبح يتوقع بشكل عام الوصول إلى كافة الخدمات والمتطلبات في غضون 15 دقيقة أو أقل، فيما أصبح يُعرَف بأسلوب حياة الخمس عشرة دقيقة. فإمكانية الوصول لهذه المرافق إما في المنزل نفسه أو على بعد دقائق معدودة من المشي كجزءٍ من مزايا صفقة التأجير، يتيح للمستأجر أن يعيش حياته بما يحقق أقصى طموحه في مكان مسكنه.
تجذب هذه المرافق والتسهيلات المنوعة فئات المجتمع المختلفة وتساعد في توفير ما يلبي حاجات كل منها، فمساحات اللعب تُخصَص للأطفال، والمساحات المفتوحة توفر أماكن للبالغين للمشي والتنزه، أما برك السباحة والنوادي الرياضية فهي تجذب انتباه المهنيين الشباب. ولهذا، يمكن القول إن عالم العقارات الفاخرة يتمحور حول توفير أسلوب حياة كامل للمستأجرين وليس مجرد المساكن. وهذا يفسر ميول أعداد متنامية من المستأجرين نحو العقارات التي تقدم لقاطنيها نشاطات خارج المنزل مثل الدروس الترفيهية، والمرافق الرياضية كملاعب التنس والسكواش والبادل، وإمكانية استخدام المنتجعات والأندية في الجوار.
في الفردان العقارية، أدى هذا النهج في النظر إلى العقار المتبلور في روح العلامة الشامل المتمثل في "عالم من التميّز" الذي نطمح من خلاله تقديم أسلوب حياة مُخَصص للمستأجرين يتمحور حول حاجاتهم وطموحاتهم وتجاربهم. تفخر الفردان العقارية بعصرية تصاميمها الداخلية وحداثة تسهيلاتها وما توفره من مرافق اللياقة والصفوف الترفيهية للأطفال وغيرها من المزايا في كافة جوانب الضيافة من المطاعم والمقاهي الرفيعة المستوى ومرافق الصحة والعافية. يخلق هذا أسلوب حياة غني فريد يقوم على أساسٍ وحسٍ مجتمعي.
ولرسم طريق المستقبل نحو إثراء حياة المستأجرين بحلول معيشية منوعة ينبغي متابعة واستباق حاجاتهم والبحث عن السبل التي من شأنها تحسين تجربتهم حتى خارج نطاق المنزل. ولهذا الغرض، على المطورين أن يسعوا في سبيل التكيف مع تغيرات السنة الماضية في أنماط حياة المستأجرين ومما ترك تحولاً دائما في مطالبهم. إذا نجح المطورون العقاريون في صياغة مثل هذه التجارب المرغوبة خارج المنزل، سينجحون في ذات الوقت ببناء روابط قوية مع مستأجريهم تُترجم إلى ولاءٍ لعلامتهم التجارية على المدى الطويل.